للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الموطن الثاني]

قال الغماري: "أنكر ابنُ العربي المذكور على ابن ابن أبي زيد قوله في الصلاة على النبي : وارحم مُحَمَّدًا، وتبعه جماعة، وأطالوا في ذلك؛ ردًّا وقبولًا، حتى رأيتُ الأُجهوري كَتَبَ في حاشية الرسالة ما يصح أن يكون رسالة مستقلة، وقد رأيتُ ابن العربي الذي أثار هذا البحث قال في حق النبي في الكتاب المذكور ما نصه: فجزاه الله أفضل ما جازى به نَبِيًّا، و وتغمَّده الله بفضله ورحمته" (١).

قلتُ: وما ذكره الغماري لا تعلق له بالموضوع، من ثلاثة أوجه:

الأول: أن كلام ابن العربي ينظر إلى الصلاة على رسول الله في التشهد، وهو موضع لا يزاد فيه على الوارد.

الثاني: أن الرحمة الواردة هنا ليست من جملة الصلاة على رسول الله، ولا تعلق لها بالدعاء لرسول الله، وإنما رَجَا ابنُ العربي أن يتغمَّد الله نَبِيّنَا بفضله ورحمته، ونظير هذا قول رسول الله - في الحديث الصحيح -: "إلَّا أن يتغمدني الله برحمته".

الثالث: وحتى لو كان ذَكَرَها ابنُ العربي في سياق الدعاء فلا ينكر عليه، فقد قال ابنُ العربي - بعد ذلك -: "أما إنه يُتَرَحَّمُ على النبي في كل حين" (٢).


(١) جؤنة العطار: (٢/ ٤٠).
(٢) سراج المريدين: (٢/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>