للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الأوَّل: لم يقصد ابن العربي ما فهمه الغماري من كلامه، فابن العربي قصد أنه لم يَرْوِ عنه أهل الصحيح، وذلك أنه لمَّا ذكر بَدَلًا ذكر البخاري في جملة من خرَّج له، ولم يَنْفِ ابنُ العربي أن يكون هناك من روى عنه، هذا الذي يفهمه كل عاقل، وإلا فكيف يكون "كتاب العقل" من روايته؟ وهو:

الوجه الثاني: قد ذكر ابنُ العربي أنه يروي "كتاب العقل" من طريق أبي المطهَّر، ولكن الغماري جهل الواسطة بين أبي المطهَّر وداود بن المحبر، وهو:

الوجه الثالث: فقال الغماري: إن من جملة الرواة عن داود الحارث بن أبي أسامة، وابنُ العربي إنما يروي "كتاب العقل" من طريق ابن أبي أسامة، وغريبٌ أن يستدرك الواحد على رجل راويًا هو من جملة معلوماته، وهو من جملة إسناده إلى الكتاب، ويتصل ابن العربي بكتاب العقل بحق سماعه من أبي المطهَّر الأصفهاني عن أبي نعيم الحافظ عن ابن خلَّاد عن أبي محمد الحارث بن أبي أسامة، ثم:

الوجه الرابع: وجهل الغماري أن ابن العربي يروي كتاب "المسند" - أيضًا - للحارث بن أبي أسامة (١)، ولو علم ذلك لما تجرَّأ على قوله الذي قاله.

وبهذا يُعْلَمُ تَعَسُّفُ الغماري فيما زعمه من نَقْدٍ لكتاب "سراج المريدين"، وظهر فيه عدم إنصافه، وأن غرضه الأساس هو النقض والمشاغبة، لا غير.


(١) سراج المريدين: (١/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>