للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أعظم العبرة في النحل أنها ليس لها منزلة في القِيمَةِ (١)، ولا مرتبه (٢) في القوة، ولا منظرة في الصورة (٣)، وجعل ما يخرج منها لذيذَ الكأس، شفاءً للنَّاس.

وانظروا (٤) إلى الإنسان وقيمته، وقوته ومنظرته، وحسن صورته، وقذارة ما يخرج منه، فأين الطبع؟ قاتلهم الله أني يؤفكون، أي ذنب للإنسان؟ وأي فَضْلٍ (٥) للنحل؟ وأي فضيلة للدُّودِ دي جَعْلِ الإبريسَم مُودَعًا فيها؟ وجَعْلِ الدُّرِّ في الصَّدَفِ؛ وهو أوحش الحيوان البحري (٦)، وأودع الذَّهَبَ الرَّغام، وأودع القلب معرفته، فإذا بالعبد قد دنَّسه بالرِّيبَةِ، ورَحَضَه (٧) بالمخالفة.

[جَلَالُ رسول الله ] (٨):

وإن تَفَكَّرَ المُتَفَكِّرُ في النبي عَلِمَ بشَاهِدِ حَالِه صِدْقَ مقاله، وسخِرَ ممَّن ينسبه إلى الشِّعْرِ، وليس كلامه على إقرائه، أو إلى الجنون، وليس على صفاته، كان النبي يأخذه برحَاءُ الوحي فيشتد عليه حتى يضطرب


(١) في (د): القيامة.
(٢) في (ص): منزلة.
(٣) في (س) و (ف): السورة.
(٤) في (د): انظر.
(٥) في (د) و (س) و (ص): فضيلة، وضبب عليها في (د)، والمثبت ممَّا صححه بطرته.
(٦) في (د) و (ص): حيوان البحر.
(٧) في (ص): وخطه.
(٨) من طرة بـ (س)، وذكر أنها بخطه، أي: بخط ابن العربي.