للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع أُمَمٍ من العابدين والعاكفين والعَالِمين، نحوًا من ثلاثة آلافٍ مَعْلُومِين، حَصَدَتْهُمُ السيوف في غَدَاةٍ واحدة (١)، فأيُّ عَيْشٍ بعدهم يَطِيبُ؟ أم أيُّ أَمَلٍ يُستأنف؟

[تنبيه]

ومن الثابت الصحيح أن النبي قال: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناحَ بعوضة ما سقى منها (٢) كافرًا شربةَ (٣) ماء" (٤).

وثبث عنه أنه قال: "ما مَثَلُ الدنيا في الآخرة إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحدُكم أُصْبُعَه في اليمِّ، فلينظر بم يرجع إليه" (٥).


(١) كان استيلاءُ الصَّلِيبِيِّين على بيت المقدس عام ٤٩٢ هـ، وقُتِلَ في دَخْلَتِهم هذه آلافٌ من العلماء والصلحاء والزهَّاد، وآلاف أخرى من العامَّة؛ رجالًا ونساءً، وشيوخًا ووِلْدَانًا، ورضي عنهم، ينظر: تاريخ الإسلام لابن الذهبي: (١٠/ ٦٦٩).
(٢) في طرة بـ (س): في خـ: فيها.
(٣) في طرة بـ (س): في خـ: جرعة، وما أثبتناه رمز له بصح.
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه من حديث سهل بن سعد : أبواب الزهد عن رسول الله ، باب ما جاء في هوان الدنيا على الله ﷿، برقم: (٢٣٢٠ - بشار)، قال أبو عيسى: "هذا حديث صحيح، غريب من هذا الوجه".
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث المُسْتَوْرِدِ بن شدَّاد : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا، وبيان الحشر يوم القيامة، برقم: (٢٨٥٨ - عبد الباقي).