للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعده؛ وطاعته ودُعائه له، فإنَّ ذلك يَجْرِي له ثوابُه كلُّه بعد موته، وقد تقدَّم فَضْلُ ذلك (١) في "قِسْمِ المقامات" (٢).

وقُرَّةُ العَيْنِ: هي أن تَسْكنَ عينُه على الزوجة والولد، فلا يتعدَّى إلى أَحَدٍ غيرهما، بما يَرَى فيهما من الخصال المطلوبة والحقوق القائمة.

الثانية عشر: قوله: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: ٧٤]

سَأَلُوه (٣) في أن تدوم لهم هذه الصفاتُ إذا حَصَلَتْ، ويشاهدُها غيرُهم إذا فُعِلَتْ، فيكونون لهم قدوة، ويجري لهم ثوابُ اقتدائهم بهم إلى يوم القيامة، قال النبي : "من سنَّ سُنَّةً حسنة في الإسلام كان له أجرُها وأَجْرُ من عَمِلَ بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن سَنَّ سُنَّةً سيئة كان عليه وزرُها ووِزْرُ من عَمِلَ بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا" (٤).

تَكْمِلَةٌ:

قال أَهْلُ الزُّهْدِ: ولمَّا عدَّد الله هذه الأعمال ونبَّه على هذه الصفات وأَخْبَرَ بجزائها، صَغَّرَه وما أَعْظَمَه، وقَلَّلَه وما أكثره، فقال: ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [الفرقان: ٧٥].

ومن يَقْدُرُها قَدْرَها أو يَعْرِفُ (٥) وَصْفَها أو يُحْصِي فَضْلَها؟


(١) في (س) و (ز): النكاح.
(٢) ذَكَرَ ذلك في المقام الأوَّل، وهو مقام الحياة الدنيا، من السفر الأوَّل.
(٣) في (س) و (د) و (ص) و (ز): سألوا.
(٤) تقدَّم تخريجه.
(٥) في (س) و (ز) و (ف): ويعرف.