للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يتفق أن يجتمع المكروه (١) والمحظور وترك الأدب في قضية واحدة، مثل أن يأخذ المصحف ويده ملطوخة بالنجاسة مُحْدِثًا بيساره، أو كمن (٢) يبيع حُرًّا وقت النداء يوم الجمعة، فهذه حرمات متروكة، وظلمات بعضها فوق بعض مركومة، وكفران على كفران؛ ربَّما أدَّى إلى سَلْبِ الإيمان، فلا يزال العبد يُلَابِسُ المعاصي ويستهين بارتكابها ويستسهل مواقعها (٣) حتى تُوقِعَه (٤) في سَلْبِ الإيمان.

ولاقتحام الخلق المعاصي تارة، والمكروهات أخرى، ونبذ الآداب ثالثًا (٥) قال إبليس: ﴿وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف: ١٧].

درجاتُ الشَّاكرين:

والنَّاسُ في الشُّكْرِ درجات:

الأولى (٦): الملائكة؛ لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ويسبحون الليل والنهار لا يفترون.

[الثانية]: ويليهم الأنبياء، وقد اختُلف في فَضْلِ بعضهم على بعض، وأفضلُ الأنبياء مرتبة في الشكر مُحَمَّدٌ .

[الثالثة]: ويليهم العلماء، وهم الذين يخشون الله ولا يخالفون ما علموه من أمره وشَرْعِه.


(١) في (ك) و (ص) و (ب): المحظور والمكروه.
(٢) في (ك) و (ب): وكان، وضرب عليها في (د).
(٣) في (د): بمواقعها.
(٤) في (د): تواقعه، وسقطت من (ص).
(٥) في (ك) و (ص) و (ب): ثالثة.
(٦) في (د): الأول.