وقد عاينتُ من كُتُبِ الفقيه الكتَّاني الكثير من الذخائر، منها:"معجم أبي ذَرٍّ الهروي"؛ بخط أندلسي عتيق، ومنها:"كتاب الصوم" لأبي عاصم النبيل، ومنها:"إكفار المتأولين" للإمام أبي بكر الباقلَّاني، وغيرها كثير.
وفي النسخة أيضًا -أسفل كتابة ابن العربي بالقراءة والسماع-: "هذا المكتوب أعلاه بخط الشيخ الأجل مؤلفه".
وكل هذا يؤكد أن ما على هذه النسخة هو خط الإمام أبي بكر ﵁، وقد اعتمدناها أصلًا لنفاستها، ولم نَحِدْ عنها إلَّا أن نتأكد من وقوع الغلط فيها، ولا تَسْلَمُ نسخة من الغلط؛ مهما بلغت من الإتقان والتجويد.
وعلى هذه النسخة الكثير من الطُّرَرِ والتوقيفات، وبعضها بخط الفقيه الكتاني، وأكثرها بخط الفقيه صالح بن محمد اللَّمَطِي، وبعض هذه الطرر من فوائد نسخة القاضي عياض من "المشارق"، وقد تقدَّم ذِكْرُها.
ومع أن النسخة قد قرئت على ابن العربي إلَّا أن مالكها الفقيه صالح بن محمد اللمطي قد ذكر بعض فروق النسخ، وأثبت في حواشي هذه "النسخة المعافرية" كثيرًا من تلك الاختلافات.
وفيها اعتراضات ونقود لبعض ما ذهب إليه الإمام أبو بكر ﵁، بعضُها من محمد بن صالح اللَّمَطِي، وبعضها من عبد الحي الكتاني، وبعضها من آخر لم أعرفه، والله أعلم.