للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: وثوب التقوى- لاتخاذ (١) الوقاية به من الذنوب- خَيْرٌ؛ فإن لباس الدنيا يَقِي من آفاتها، ولباس التقوى يَقِي من آفات الدنيا والآخرة (٢).

وزِينَةُ المسجد الذي جُعِلَ عبارة عن الصلاة في الظاهر مَنْعُ الجاهلية من كَشْفِ العورة عند الطواف بالبيت.

وإذا كان العبدُ طائعًا لمولاه دائمًا، وطالبًا لجدواه مستمرًّا؛ فليتزيَّنْ باللِّبْسَةِ المُعَدَّةِ لذلك، وهي حُلَّةُ التقوى، وصيانة النَّجْوَى، والخروجُ إلى الحقيقة عن الدَّعْوَى.

مَزِيدُ فَضْلٍ:

ومن كَرَم المَوْلَى أنه ضَرَبَ لعباده ميقاتًا لمناجاته في مُعْظَم الأوقات إلَّا في ثلاثة؛ عند وقوف الشمس في كَبِدِ السماء، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب.

وقد شرَّف موسى بأن ضَرَبَ له ميقاتًا للمناجاة، وواعده للملاقاة، وشرَّف مُوسَى بالمكاشفة (٣)؛ وأنت- أيُّها العَبْدُ- مُخَاطَبٌ أيضًا ومُكَلَّمٌ، ولكن سَتَسْمَعُه في ميعادك (٤) وميقاتك في الجنَّة.

[موعظة]

واعلموا- معشر المريدين- أن الصلاة إن لم تكن بالقَلْبِ وتُقَامُ بالجهر والسِّرِّ (٥) كانت مردودةً على صاحبها، فإنَّها ناقصةٌ في ذاتها، ولو


(١) في (س): لاتحاد.
(٢) ينظر: لطائف الإشارات: (١/ ٥٢٨).
(٣) في (س) - أيضًا-: بالمكالمة.
(٤) في (س): معادك.
(٥) في (س): بالسر والجهر.