وقال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي -في المفاضلة بينهما-: "والذي عندي أن عائشة مُقَدمَةٌ عليها، كتقديم أبيها على زوج الأخرى في الدنيا والآخرة، وذلك بفضول كثيرة؛ منها: أنها أمها، وينضاف إليها مع الأمومة أنها مع أبيها في المنزلة، وينضاف إلى ذلك سلام جبربل عليها، ومجالسته للنبي ﷺ وهو في لحافها، وكونها أعلم منها بالدين، ومن كثير من رجال الصحابة، وأنها أحب النساء إلى النبي ﷺ". العارضة: (١٠/ ٦٤٣ - ٦٤٤). وقال أبو منصور البغدادي: "كان شيخُنا أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي وابنه سهل بن محمد يُفَضِّلَانِ فاطمة على عائشة، وهذا هو الأشبه بمذهب شيخنا أبي الحسن الأشعري، وبه قال الشافعي، وللحُسَين بن الفضل رسالة في ذلك، وزعمت البكرية أن عائشة أفضل من فاطمة، والقول الأوَّل هو الصحيح عندنا"، أصول الدين: (ص ٣٠٦)، وما نَسَبَهُ أبو منصور إلى شيخ السُّنَّةِ أبي الحسن فيه نظر، فقد قال الإمام عبد الجليل في التسديد (ق ٩٣/ أ): "ولهذا الذي ذكرناه وَقَفَ الشيخ أبو الحسن في تفضيل إحداهما على الأخرى، ولم يقطع على ذلك". (١) معجم مقاييس اللغة: (٢/ ٥٩).