للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فائدةُ الشكر]:

ومن أعظم (١) نعمة لله (٢) على الخلق تسخيرُ الملائكة لهم في الرزق؛ من ابتداء أحواله، إلى أن يكون لك غذاءٌ في فمك ملائمًا لشهواتك، وبهذا كله تُستجلب فائدة الشكر، وهي المزيد، قال الله في القرآن المجيد: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: ٧].

فإن قيل: فما وجه الزيادة؟

قلنا: قد ذَكَرْنَا فيما تقدَّم ألفاظًا وَعْظِيَّةً فيها حقائق علمية، لا يتفطَّن لها إلَّا الحاذق.

وأمَّا أهلُ الفقه فقد قالوا في ذلك أقوالًا أربعة (٣):

الأوَّل: أن قوله: ﴿لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ مُطْلَقٌ قَيَّدَهُ قَوْلُه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: ١٨]، فإنه فعَّال لما يريد، كما قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠].

الثاني: أن هذا مخصوص بقَوْمٍ دون قَوْمٍ.

الثالث: أن (٤) معناه: لأزيدنكم إلَّا أن تَعْصُوا، ولا يتفق لهم إلَّا أن يَعْصُوا.

الرابع: إذا لم يظهر المزيد على صاحب النعمة عَلِمْنَا أنَّه لم يشكر.


(١) في (ص): أعم.
(٢) في (ك): الله.
(٣) لم أهتد إلى معرفتها بعد بحث ونظر في كتب التفسير، والله أعلم.
(٤) مرَّضها في (د).