للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخَيِّرُ (١): وهو الاسمُ الثالث ومائة (٢)

وحَقِيقَةُ الخَيِّرِ عند أهل السُّنَّةِ: من تفضَّل بفِعْلِ الخَيْرِ (٣)، وخَيْرُ المَوْجُودِينَ من تفضَّل بخير الأفعال.

والشِّرِّيرُ من تعدَّى بالشَّرِّ (٤)، وشَرُّ الموجودين من تعدَّى بشَرِّ الأفعال.

وخَيْرُ الأفعال ما قَرَّبَ (٥) إلى خير الموجودين، وشَرُّ الأفعال ما قرَّب إلى شَرِّ الموجودين، وقد بيَّنَّا ذلك في "كُتُبِ الأصول".

وإنَّما قلنا هذا كله لأنَّ الباري عندنا فاعلُ الخير والشر، لا فاعل غيره، ولا يقال: إنه شِرِّيرٌ، وهو خالق الظلم، ولا يقال: إنه ظالم (٦).

وقالت القدرية: "إنَّ الخَيِّرَ من فَعَلَ الخَيْرَ، والشِّرِّيرَ من فَعَلَ الشَّرَّ".

ولَبَسَتْ بذلك على إلحاد عظيم، ولَبِسَتْ (٧) منه بثَوْبٍ في التعطيل بَهِيم.


(١) في (ك) و (ص): والخير.
(٢) في (ك): الحادي والمائة، وفي (ص): الثالث والتسعون، وفي (ب): الثاني والتسعون.
(٣) المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٤٤٧).
(٤) المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٤٤٧).
(٥) في (ص): قَرُب.
(٦) ينظر: المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٢٩٦).
(٧) في (د): تردت.