للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الذي يقول لهم ما يصلح بهم، وما تبلغه أفهامهم، ويُقَدِّمُ الأوَّل على الآخِر (١)، حتى ينتهي إلى المقصود بالمعلوم (٢)، ولا يقلب الحال فيُعَلِّمُه الآخِرَ قبل الأوَّل، ويجعل عليه الأغلوطات - وهي: صعاب المسائل -، ويقصد تعجيزه، أو يعدل به عن الطريق، ومن ذلك ما لا ينبغي أن يفعله العالم بتِلْمَاذِه (٣)، ولا الأب بابنه، مثل ما يفعله الناس اليوم؛ فإنهم يُعلمون في البداية المسائل، ويتركون كتاب الله وحديث رسوله، جهلًا بالحق، وعُدُولًا عن الطريق، وربما - وهو الأكثر - يتمادى بهم الحال بهذا البائس فيموت وقد أفنى عمره في غير عِلْمٍ، لأنَّ الذي اشتغل به لم يعلمه على وجهه، ولا قرأه على شَرْطِه (٤)، ولا أتاه من بابه.

وأمَّا الحَبْرُ؛ فيقال: بكسر الحاء وفتحها.

قالوا: "وإنَّما سُمِّيَ كَعْبٌ الحَبْرَ لأجل كُتُبِه، وبذلك سُمِّيَ الأحبار".

[إنشادٌ]:

وقد أنشدني أَبِي (٥) عن أحمد بن الحُسَين (٦) بن حي عن عبد الملك


(١) في (ك) و (ب) و (ص) و (د): الأوَّل، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.
(٢) في (د): العلوم.
(٣) في (ص): بتلميذه.
(٤) في (ك) و (ب) و (ص) و (د): بشرطه، وضبَّب عليها في (د)، والمثبت من طرته.
(٥) هو الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي المعافرى، ت ٤٩٣ هـ، تقدَّم التعريف به.
(٦) في (ك) و (ص): الحسن.