للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: "الربانيُّون: الولاة، والأحبارُ: العلماء" (١).

قال الطبري: "وتخصيص السُّدِّيِّ لابْنَي صُورِيَّا ضعيف، والآيةُ عامَّة في كل رَبَّانِي وحَبْرٍ" (٢).

قال الإمام الحافظ (٣) : فأمَّا الربَّاني فهو الذي يُرَبِّي الناس بصغار العلم قبل كباره، يقال: ربَّ وربَّى (٤)، إذا ناقل الشيء في درجات نُمُوِّه (٥) بما يصلح له؛ حتى يبلغ إلى غايته أو مقصوده.

والله رَبُّ الخَلْقِ بهذا المعنى، على أحد التأويلات؛ فإنه يُثَبِّتُهم (٦)، ويُهيئ لهم أسباب الدوام، ويُيَسِّرُ لهم وجوه الغذاء.

وقولنا: رَبَّان؛ هو فعلان مِن رَبَّ وربَّى، والرَّبَّاني راجع إلى قولك: ربٌّ، أو إلى قولك: ربَّانُ، ولم يُسْمَعْ (٧)، ولكن القياس يقتضيه (٨).

قال ابن عباس: "هو العالم الذي يُرَبِّي الناس بصغار العلم قبل كِباره" (٩).


(١) تفسير الطبري: (١٠/ ٣٤٣ - شاكر).
(٢) تفسير الطبري: (١٠/ ٣٤٢ - شاكر).
(٣) في (ب): قال الإمام، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي.
(٤) في (ص): ربٌّ ورَبِيٌ.
(٥) في (ص): نبوه.
(٦) في (ك) و (ب) و (ص): يبقيهم، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.
(٧) ينظر: تاج العروس: (٢/ ٤٦١).
(٨) ينظر: تفسير الطبري: (٦/ ٥٤٣ - شاكر).
(٩) ذكره البخاري مُعَلَّقًا: كتاب العلم، باب العلم قبل القول والعمل، (١/ ٢٥ - طوق).