إفادةُ شَيْخِ شُيُوخِنَا عبد الحي الكتاني تـ ١٣٨٢ هـ
من أكثر المعاصرين اعتناءً بكُتُبِ الإمام أبي بكر المعافري الفقيهُ الحافظُ الشريف سيدي عبد الحي الكتَّاني، واحتوت خزانتُه الفريدة على نفائس من كتبه، فمنها:"المتوسط في الاعتقاد"، و"الأمد الأقصى"، و"الأحكام الكبرى"، و"الأحكام الصغرى"، و"العارضة"، و"القبس"، و"قانون التأويل"، و"سراج المريدين"، و"الرسالة الحاكمة في الأيمان اللَّازمة"، و"رحلته"، و"رسائله"؛ وهي بخط ابن العربي.
وأمَّا "السراج" فقد ضمَّت خزانتُه نسخة نفيسة منه، عليها خط ابن العربي بالقراءة والسماع؛ وهو السِّفْرُ الثاني من الكتاب، وأفاد منه كثيرًا في مصنَّفاته، وذكره مع التَّجِلَّةِ والتوقير، طَرِبًا بفوائده، وكَلِفًا بتحقيقاته.
والفقيه عبد الحي الكتاني هو أوَّل عالم في القرن الرابع عشر الهجري يعتني في كتبه به، ويَذْكُرُهُ ويَذْكُرُ فوائده، فبَعَثَ بصنيعه هذا "السراج" من مرقده، وانتشله من حياة السكون والخمود، بعد ما نسيه أهلُ العلم، وغاب عن درسهم العِلْمِي، ولولا النُّسَخُ التي حفظتها لنا "المكتبة الكتانية" لما أمكننا تحقيقُ "سراج المريدين" والعناية به العناية المُثْلَى، فجزاه الله خيرًا على هذه النفائس، وجعلها في جملة حسناته التي ينتفع بها في داره الأُخْرَى.
وهذه هي الكُتُبُ التي ذكره فيها ونَثَرَ فيها مسائله وفوائده (١):
(١) أتحفني بهذه النقول أخونا الأستاذ الباحث الشريف خالد السباعي نفع الله به.