للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْرُ بِرِّ الشَّيْخِ المُسِنِّ:

وقد قال النبي صلَّى الله عليه: "ما أَكْرَمَ شابٌّ شيخًا لسِنِّه إلَّا قيَّض الله له عند سِنِّه من يُكْرِمُهُ" (١).

قال علماؤنا: "في هذا الحديث تَنْبِيهٌ على أن من أَكْرَمَ الأشياخ طال عُمْرُهُ، ومن قصَّر في حقهم وأهانهم قُصِفَ".

ذِكْرُ عائشة:

وهذه عائشة الصِّدِّيقَةُ من القانتات مع الخُلْطَةِ، ولكنها ممَّن عَرَتْها المِحْنَةُ للمِنْحَةِ (٢)، وبيَّن الله بأمرها أنه لا يخلو أَحَدٌ من البلاء؛ وربَّما كان في المحبَّة (٣) والولاء للأصفياء والأولياء، بل هو من أقوى أركانه وأعظم برهانه، قال (٤): "أَشَدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل" (٥).

وقد قال بعض الناس: "سئل النبي: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: عائشة (٦)، فكان ذلك سَبَبَ مِحْنَتِها، فأَخَذَ الله قَلْبَ رسوله عنها لحظة،


(١) أخرجه الترمذي في جامعه عن أنس بن مالك : أبواب البر والصلة عن رسول الله ، بابُ ما جاء في إجلال الكبير، رقم: (٢٠٢٢ - بشار)، قال أبو عيسى: "هذا حديث غريب".
(٢) في (د): المحنة.
(٣) في (ص): المحنة.
(٤) في (ك): صلى الله عليه.
(٥) تقدَّم تخريجه.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه عن عمرو بن العاص : كتاب فضائل الصحابة، بابٌ، رقم: (٣٦٦٢ - طوق).