للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولو خاتمًا من حديد، فذهب ثم رجع، فقال: لا، والله يا رسول الله، ولا خاتمًا من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رداء - فلها نِصْفُه، فقال رسول الله : ما تصنع بإزارك! إن لَبِسْتَهُ لم يكن عليها منه شيء، وإن لَبِسَتْهُ لم يكن عليك شيء، فجلس حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله مُوَلِّيًا، فأمر به فدُعِيَ، فلمَّا جاء قال: ما معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وكذا، عَدَّدَها، فقال (١): تقرؤهن - عن ظهر قلبك؟ قال: نعم، قال: اذهب فقد مَلَّكْتُكَها بما معك من القرآن) (٢).

وهذا نَصٌّ في نكاح من لا يقدر على فِطْرِ تلك الليلة التي يَبْنِي بها فيها.

وقد يؤلف الله بينهما في أَبْرَكِ وَقْتٍ، وقد يجمع بينهما في وقت لا بركة فيه، والأمر مُغَيَّبٌ، فلهذه (٣) الدقيقة شرع الله الطلاق؛ فيخرج به عن قَيْدِ النكاح إذا لم يستقم لهما أن يُقِيما فيه حدودَ الله.

[الوَصَاةُ بالنساء]:

وعلى الرجل بفَضْلِ قَوَّامِيَّتِه التي جعل الله له أن يداريها، وذلك باحتمال أذاها، والصبر على أخلاقها، والإغضاء عمَّا يراه من تفريطها.

قال أبو هريرة: قال رسول الله : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خُلِقن من ضِلَعٍ، وإن أعوج


(١) في (س): قال.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد : كتاب فضائل القرآن، باب القراءة عن ظهر قلب، رقم: (٥٠٣٠) - طوق).
(٣) في (س): ولهذه.