للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا﴾: أي: يلتزمونها (١) للتسبيح والتقديس.

هؤلاء الرجال الذين ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ﴾، أي: لا يشغلهم (٢) عن ذِكْرِ الله تجارةٌ في الدنيا، أَيْ: عَمَلٌ يطلبون به أكثر ممَّا هم فيه منها، ولا مبايعة، أي: لا يشغلهم طَلَبُ رِبْح في الدنيا، ولا بَذْلُ عَيْنٍ لعَيْنٍ، فقد يكون للرجل غَرَضٌ في الربح في البيع (٣) والتجارة، وقد يكون له غَرَضٌ في عينِ (٤) الشيء المطلوب، ولا عن الصلاة ولا عن الصدقة.

[[نكتة]]

قالوا (٥): "وفي قوله: ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ﴾، ولم يقل: لا يتَّجرون؛ نكتة، هي أن الجمع بينهما مُمْكِنٌ، فهذا يقتضي أن يجمع بين تجارته وعبادته (٦) من غير أن تُلْهِيه، ولكن فيما (٧) لا بدَّ له (٨) منه فيه".

وهذا معنى قول مالك: "إن المعتكف لا بأس بأن يبتاع الشيء اليسير لغَدَائِه أو لعشائه (٩) " (١٠).


(١) في (د): يلتزمها، وفي (ص): يلزمونها.
(٢) قوله: "لا يشغلهم" سقط من (ص).
(٣) في (س): والبيع.
(٤) في (س): غير.
(٥) هو قَوْلُ الإمام أبي القاسم القُشَيري، ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٦١٤).
(٦) في (د) و (ص): تجارة وعبادة.
(٧) في (س): فيها.
(٨) سقطت من (س) و (ص).
(٩) في (س) و (ف): عشائه، وفي (ص): ولعشائه.
(١٠) المدونة: (١/ ٢٢٨).