للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أَشْرَاطُ السَّاعة ومُقَدِّمَاتُهَا]

وأمَّا مُقَدِّمَاتُها فكثيرة جدًّا، وقد امتزج الصحيح منها بالباطل في ألسنة الناس وكتبهم، فَعَوِّلُوا منها على ما قبضته يدُ الإسلام، وحارته على الأمَّة وشدَّت عليه (١) كفَّها، والكف المذكورة بأناملها هي (٢): الكُتُبُ الخمسة؛ البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، وكذلك فافعلوا في كل أثَرٍ، إذا وجدتم لأحمد بن حنبل أو لعبد الله بن المبارك أو لأبي السَّرِيِّ هنَّاد بن السري شيئًا فعَوِّلُوا عليه، فإنه كان كل واحد منهم يتحرَّى الصدق على النبي جُهده.

وقد أخبر الله عنهم بقوله: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ [محمد: ١٨].

وقد كنت أمليتُ في "أنوار الفجر" أشراطَها على الإيعاب والشرح؛ من أولها: وهو مُحَمَّدٌ (٣) ، إلى آخرها: وهي الصيحة، وكلها إِنْذَارٌ من الله وإِعْذَارٌ.

قال النبي : "بُعِثْتُ أنا والسَّاعة كهاتين"، وقرن شعبةُ الراوي بين أصبعيه؛ المُسَبِّحَةِ والوُسْطى، يَحْكِيه، قال شعبة: "وسمعت قتادة يقول في


(١) في (س): فيها.
(٢) سقطت من (س) و (د).
(٣) في (ص): النبي محمد.