للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى كل (١) حَالٍ؛ فهؤلاء أولادُه في مُلْكِهم وعلى درجتهم، حين لم يعدلوا عن سيرتهم، ولا عاجوا عن طريقتهم، وعَصَمُوا عن بؤسهم، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١]، وقد يحفظ الله الأولاد بصلاح الآباء إذا عَضَدُوا أنفسهم بتَرْكِ المخالفة والإباء، قال الله سبحانه: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف: ٨٢]، فذَكَرَ المُفَسِّرُونَ أنهم حُفِظُوا في حُرْمَةِ الأب السَّابع (٢).

[التعريفُ بجُودِ أبي سعيد بن الحداد الأصفهاني]:

ومن غريب الجُودِ: أنه حجَّ سنة تسعين (٣) أبو سعيد بن الحدَّاد الأصفهاني (٤)، أخو شيخنا (٥) إسماعيل (٦) البُنْدَار، نزيل بغداد، فدخل مدينة


(١) سقط من (ك) و (ب).
(٢) قوله: "وعلى كل حَالٍ؛ فهؤلاء أولادُه في مُلْكِهم وعلى درجتهم، حين لم يعدلوا عن سيرتهم .. فذكر المفسرون أنهم حُفِظُوا في حُرْمَةِ الأب السَّابع" سقط من (ص).
(٣) أي: سنة تسعين وأربع مائة.
(٤) لعله هو الذي وَرَدَ ذِكْرُه في سراج الملوك لأبي بكر الفهري: (٢/ ٥١٦ - ٥١٧)، واسمه فيه: أبو سعيد الصوفي، وذَكَرَ هناك أنه باني المدرسة النظامية لخواجا بُزُرْك، وذَكَرَ سيرتَه في شراء الخانات والدُّورِ والبساتين، وقد جَعَلَ كُلَّ ذلك مُحَبَّسًا على الصوفية والفقراء.
(٥) في (د): إسماعيل شيخنا البندار.
(٦) لعله الفقيه العلَّامة الإمام، إسماعيل بن عبد الملك بن علي، أبو القاسم الطوسي، ذانشمند الأكبر، ولعل ما يجعلني أميل إلى ذلك ما ذكره ابن العربي من صلة أبي حامد بأخيه، ومعرفته له، فقد كان إسماعيل عَدِيلًا لأبي حامد في رحلته إلى الشَّام عام ٤٨٩ هـ، وأبو القاسم هذا ممَّن برع في الأصول والفقه =