للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّلام؛ وحَمَلَ إلى الخليفة مالًا عظيمًا، وحمل الزَّادَ على ثلاثة آلاف جَمَلٍ، خرج من "النجمية" مُعَرَّسِ الحاج بالجانب الغربي منها (١)، وأَطْعَمَ الحاجَّ من يوم خروجه إلى رجوعه، كل يوم، لا يهتبل أَحَدٌ بزاد، ولا ينظر في معيشة، ودَفَعَ إلى أمير الحاج وجَيْشِه الذي يَسْرِي (٢) في البَذْرَقَةِ (٣) عشرة آلاف دينار، جَذْرُه (٤) الذي كان يُعطيه الملك العادل، فلمَّا فات كان يأخذه من الناس مُقَسَّطًا على الحاجِّ (٥)، ثم أعطى ابنَ أبي هاشم عشرة آلاف دينار كِسْوَتَه، وأعطى للأشراف مثلها، ولم ببق بمكة ساكن ولا مُجَاوِرٌ إلَّا وصلت إليه صِلَتُه، وعاد إلى بغداذَ؛ فكُتِبَ له كلُّ إمام (٦) بها وطالب، وإمام (٧) ومؤذن، وصُوفِيٍّ ومُرِيدٍ، فأعطى الرؤوس مائة دينار، مائة دينار (٨)، وأعطى الأتباع من دينارين إلى عشرين دينارًا، ومشيتُ إليه بعد انكفائه عن


= وتوفي عام ٥٢٩ هـ، ودفن بجوار أبي حامد الغزالي، رحمهما الله ورضي عنهما، ويجور أن بكون غيره، والله أعلم، ترجمته في: تاريخ دمشق: (٩/ ١٨)، وسير النبلاء: (٢٠/ ٦)، والوافي بالوفيات: (٩/ ٩٢)، وطبقات التاج: (٧/ ٤٧).
(١) في (ك) و (ص) و (ب): فيها.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): يسير، وضعَّفها في (د)، والمثبت من طرقه.
(٣) البذرقة: الطريق الرديئ، فارسية معربة، تاج العروس: (٢٥/ ٣٦).
(٤) أي: ضَرْبُ عشرة آلاف دينار في عشرة آلاف دينار، حاصله: (١.٠٠٠.٠٠٠.٠٠٠) دينار، فهذا الذي كان يدفعه الملك العادل إلى أمير الحج وعساكره، وهو مال جليل، ونَقْدٌ كثير.
(٥) في (ص) و (ب): الحال.
(٦) إمام في العِلْم والتدريس.
(٧) إمام الصلاة، وضرب عليه في (ك).
(٨) قوله: "مائة دينار" سقط من (ك).