للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مدارس العلم هناك مَنَالٌ (١)، وبروابط الصوفية مَجَالٌ رَحْبٌ للعبد (٢) مع خُلُوصِ النية، وإن انفردتَ اليوم لم تجد أصحابًا (٣)، وإن وجدتهم تَطَرَّقَتْ إليهم التهمة، وتعرَّضوا بأنفسهم إلى الهَلَكَةِ (٤).

قال لي بعض أشياخي: "إذا أردتَ أن تزهد في لقاء الناس فأَقْبِلْ على الفرائض، فإنك إذا لَزِمْتَها لم تجد لنفسك وَقْتًا خَالِيًا لهم".

فاختبرتُ ذلك في الصلاة؛ فوالله ما وجدتها تُبْقِي (٥) من الزمان للعِلْم (٦) إلَّا أقلَّه، ويا أَسَفِي أن أقبلتُ على طَلَبِ العِلْمِ ولم أُقْبِلْ على العمل.

[الدعواتُ الثلاث لابن العربي]:

وقد كنت بمكَّة في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وأربعمائة؛ فكنت أَبِيتُ بين المقام وزمزم وأعتكفُ فيه، وأَتَذَكَّرُ قَوْلَ النبي : "ماءُ زمزم لِمَا شُرِبَ له" (٧)، فكنتُ أَشْرَبُه بنِيَّةِ العِلْمِ آناء الليل والنهار، فوَهَبَنِي الله ما


(١) سقطت من (ص) و (د).
(٢) في (د) و (ص): لله، وفي (س) و (ف): رحب لله للعبد.
(٣) في (د) -أيضًا-: صاحبًا.
(٤) في (د) و (ص): للهلكة.
(٥) بعده في (س) و (ف): لي، ومرَّضها في (د).
(٦) سقط من (س) و (ز).
(٧) أخرجه الإمام أحمد في المسند عن جابر : (٢٣/ ١٤٠)، رقم: (١٤٨٤٩ - شعيب)، وابنُ العربي في العارضة عن ابن عباس : (٤/ ٢٣٣)، قال ابن حجر: "رجاله مُوَثَّقون، إلا أنه اختُلف في إرساله ووصله، وإرسالُه أصح"، الفتح: (٣/ ٤٩٣)، وذكر السخاوي أن ممَّن صحَّحه ابن عُيَينة والدِّمْياطي =