للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلوم؛ فلا يخصُّ (١) منها واحدًا دون آخر، ويبدأ بالأهم فالأهم، حسب ما قرَّرناه في "قانون التأويل" (٢)، ويُصلح معاشه كما رتَّبناه له (٣)، فإذا فعل ذلك حصلت له الأسماء والصفات التي قرَّرناها هاهنا.

والصَّحَابَةُ الذين كانوا على هذه الصفة التي قرَّرنا أحقُّ وأكثرُ من الصحابة الذين تجرَّدوا للخدمة، والتزموا الصَّوْمَ والصَّلاة.

وتفضيلُ (٤) الأعمال بابٌ نَعْقِدُه في آخِرِ الكتاب، فَصْلًا نختمُه به إن شاء الله.

[فائدة: [في الموازنة بين علماء المشرق وعلماء الأندلس]]

ولقد شاهدتُ بتلك الديار الكريمة العلماءَ والمتبتِّلين لا يهدأُ لهم لسانٌ من الحركة بالقُرَبِ، والعلوم والمُلَح، والأمثال والنوادر، كلها مكتوبة في صحائف الحسنات، وأصحابكم يَرَوْنَ أن الزَّمَاتَةَ (٥) هي العبادة، والصمت هي الطاعة، وذلك لكثرة جهلهم، وقلة عِلْمِهم، فلو استرسلوا في الكلام لكَبَوا، ولو أعلنوا بالمقال لَلَغَوا (٦).

[نكتة]

وقد قال الله: ﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ [الإسراء: ٣٥]، ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [الأعراف: ٨٥]، وقال: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ [الرحمن: ٩].


(١) في (ب): يختص.
(٢) القانون: (ص ٣٤٦ - ٣٤٨).
(٣) في قسم المقامات: مقام الحياة الدنيا.
(٤) في (ص) و (ب): تفصيل.
(٥) في (ص): الزمانة، وفي (ب): الدماثة.
(٦) في (ص) و (ب) و (ك): لعَوَوا.