للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نتائجها وثمارها، وربط كل ذلك بمشروعه الفكري الذي رامه وعاش من أجله عمره.

الفصل الأوَّل: دلالة لفظ الصنعة

وأعني بالصنعة هنا: الملكة النقدية المبنية على المعرفة العميقة بعلوم الرواية، والتي تؤهل الناقد للنظر في الأسانيد، وتمييز السقيم من الصحيح.

وقد عُلِمَ أن هذه المَلَكة تحتاج إلى فهم ثاقب، وحفظ واسع، ومعرفة تامَّة بمراتب الرواة (١).

ولا تتأتَّى لكل أحد، فالنُّقَّادُ في تاريخ عِلْمِ الحديث قلة، ولا يكاد يوجد في زمان ما إلا الفرد بعد الفرد.

[الفصل الثاني: معالم النبوغ الحديثي عند ابن العربي]

ولمكانة ابن العربي الحديثية فقد أطبق العلماءُ خَلَفًا عن سَلَفٍ على نَعْتِه بالحافظ، منهم: الإمام أبو محمد الأشيري (٢)، وأبو الحسن الفزَاري (٣)؛ وهما من تلاميذه، وكان الحافظ ابن بشكوال يُسَمِّيه بالناقد (٤)، وكذلك وَرَدَ عند الحافظ ابن دحية (٥)، وخَطَّطَه بها الإمامُ أبو القاسم


(١) شرح نخبة الفكر: (ص ٤٦).
(٢) المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ١٩).
(٣) الإمتاع لابن الدرَّاج: (ق ٢٤/ ب).
(٤) الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة لابن بشكوال: (١/ ١٥٧، ١٩٩)، والآثار المروية في الأطعمة السَّرِيَّة لابن بشكوال: (ص ١٠٤).
(٥) التنوير في مولد السراج المنير لابن دحية: (ق ١٥٠/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>