للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السُهَيْلي (١)، والإمامُ أبو جعفر بن مَضاء (٢)، وغيرهم من مُحَدِّثِي أهل الأندلس، وذلك يدل دِلَالَةً بَيِّنَةً على أن النقد كان من وَصْفِه ورَسْمِه؛ خطة معروفة، ومرتبة منيفة.

ومن شواهد ذلك أيضًا ما قاله الفقيه العلَّامة جمال الدين المغيلي في وصف معارفه وعُلُومِه: "إنِّي تأمَّلت ما قَسَمَه الله تعالى للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي من العلوم الشرعية والعقلية، والفهم في الكتاب والسنة، والتمييز بين صحيح الأثر وحَسَنِهِ وضعيفه، وكَرْعِه من حياض الوحيين، أعني: الكتاب والسنة، وتيقظه إلى نصوصهما، وظاهرهما، ودليلهما، وإشاراتهما، وفحواهما، ومعناهما، ومعرفته بالقاصر من التعليل، والمُطَّرِدِ، وخِبْرَتِه بالوصف المُلْغَى والمعتبر، والتمييز بين المراتب النظرية، والعِلْمِ بطُرُقِ الترجيح" (٣).

ويعنينا هنا ما أكَّده في حق الإمام ابن العربي؛ وهو تمييزه بين الصحيح والحسن والضعيف، وقليل من يُمَيِّزُ بينها، وقليل من يَصِلُ إلى هذه المرتبة.

وقال ابنُ ربيع الأشعري: "ومن أسمح ما رأيتُ في ذلك وأكثرهم توسعة من العلماء القاضي الأجل أبو بكر بن العربي ، وهو من أَجَلِّ علماء الأندلس قَدْرًا، وأشدهم تناصفًا، وأبعدهم عن التقليد،


(١) التنوير في مولد السراج المنير لابن دحية: (ق ١٥٠/ ب)، وينظر: الروض الأُنُف: (٤/ ٥٨).
(٢) التنوير في مولد السراج المنير لابن دحية: (ق ١٥٠/ ب).
(٣) اختصار سراج المريدين لجمال الدين المغيلي: (ق ١/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>