للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَلَكها، فأعلى (١) قِيمَتِها جَرْعَةُ ماء طاهرة، وقِيمَتُها بالحقيقة المحسوسة قَطْرَةُ بَوْلٍ نَجِسَة، وهي بالحقيقة المعقولة لا تَعْدِلُ جناحَ بَعُوضَة.

[تَقْسِيمُ الدنيا]:

وقد صحَّ عنه -تَقْسِيمُ الدُّنْيَا (٢) -: "إنَّما الدنيا لأربعة نَفَرٍ، عبد رَزَقَه الله مالًا وعِلْمًا، فهو يَتَّقِي فيه (٣) ربَّه، ويَصِلُ فيه رَحِمَه، ويَعْلَمُ لله فيه (٤) حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعَبْدٌ رَزَقُه الله عِلمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية، يقول: لو أنَّ لي مالًا (٥) لعَمِلْتُ بعَمَلِ فُلَانٍ، فهو ونِيَّتُه (٦)، وأَجْرُهُمَا عند الله سواء، وعَبْدٌ رَزَقُه الله مالًا، ولم يرزقه عِلْمًا، فهو (٧) يَخْبِطُ فيه بغير عِلْمٍ، لا يتَّقي فيه ربَّه، ولا يَعْلَمُ لله فيه حقًّا، فهذا بأَخْبَثِ المنازل، وعَبْدٌ لم يرزقه الله مالًا ولا عِلْمًا، فهو يقول: لو أنَّ لي مالًا لعَمِلْتُ فيه بعمل فلان، فله نِيَّتُه، ووِزْرُهُمَا سواء" (٨).


(١) في طرة بـ (س): في خـ: فإذًا أعلى.
(٢) سقطت من (س) و (ز) و (ص).
(٣) في (ص): به.
(٤) في (ص): فيها.
(٥) في طرة بـ (س): في خـ: لو كان لي مال.
(٦) في طرة بـ (س): في خـ: فهو بنيته.
(٧) سقط من (ص).
(٨) أخرجه الترمذي في جامعه من حديث أبي كَبْشَةَ الأنماري : أبواب الزهد عن رسول الله ، بابُ ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، برقم: (٢٣٢٥ - بشار)، قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح".