للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكانت الأولى: أن يجعلني من العلماء، حتى لا يتكلم أَحَدٌ بشيء مِنْ فَنٍّ مِنَ العِلْم؛ إن كان حقًّا إلَّا عَلِمْتُه، وان كان باطلًا إلَّا قَدَرْتُ عليه (١)، إثباتًا للأوَّل، ونَفْيًا للثاني، فآتاني الله ذلك.

وآتاني الثانية، وبقيت الثالثة.

فيا ليتني كنتُ شَرِبْتُ ماء زمزم للعَمَلِ، ودعوت الله فيه في المُلْتَزمِ.

ومن يستطع (٢) أن يَتَجرَّدَ ويُجَرِّدَ زمانه للعبادة (٣)؛ باجتناب نواهي الفرائض، وامتثال أوامرها، ويبقى له منه جُزْءٌ لشيء؟

ما أَظُنُّ ذلك ممَّا (٤) يُطاق في وقتنا إلا مع غَمْضِ العينين عن الخلق.

[الاعتصامُ بالقرآن]:

وقد قال النبي : "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" (٥)، فإذا افتقرتَ فهو غِنَاكَ عن المال، وإن (٦) اشتقت إلى الأَهْلِ والوَلَدِ فهو يُغنيك عنهم، وإذا تطَّلعت إلى الناس فهو أُنْسُكَ دونهم، وإذا أردت لقاء من مضى أو من يأتي ففيه أنباؤهم، وإذا أردتَ الأنبياء فليس لك سَنَدٌ إليهم مثله، وإن أردتَ الله فهو كلامُه وصِفَتُه، وأحكامُه وسُنَّتُه في خلقه وأَمْرُه، مُذْ خَلَقَ (٧)


(١) في (د): قرَّرت.
(٢) في (س) و (ف): يستطيع.
(٣) في (ص): للعماره، وسقطت من (ز).
(٤) سقطت من (س).
(٥) تقدَّم تخريجه.
(٦) في (س) و (ص) و (ف): إذا، ومرَّضها في (د).
(٧) قوله: "مذ خلق" سقط من (س) و (ز).