للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طَبَعَ على سمعه، فلا ينفذ إلى مَحَلِّ درجة (١) إِدْرَاكِه -وهو القلب- شيءٌ ممُّا يُخاطب به، فالتحق بالميت في المعنى والحقيقة، وإن لم يكن مَيِّتًا مشاهدةً وحِسًّا، وإذا وقع الختم فقد نفذ القضاء الحتم، فلا ينفذ إليها شيء، ولا يخرج منها شيء، لا جهالة تظهر عنها، ولا هداية تظهر فيها، ولا محل يَطْهُرُ (٢) منها، وما على أسماعهم من الختم يمنعهم من سماع كلام الحق، فهي في وساوس الشيطان، وهواجس الخذلان، وخواطر البهتان، فأظلمت قلوبهم، وسُكرَتْ أبصارهم، وصُمُّتْ آذانهم، فإذا نقص من ذِكْرِه شيء كان لَقِسًا، أو من عمله كان مريضًا، أو اقتحم كبائرَ كان دَنِفًا، أو شكَّ كان مَيِّتًا (٣)، فإن خلص وسلمت الأعضاء من هذه الآفات حَيِيَ مَيْتُه (٤)، وذلك الذي يستنير بنور الله، وقد شرح الله صدره للإسلام، وصار على نور من رَبِّه؛ فتَلِينُ قلوبهم لذِكْرِ الله، وتتأثَّر بما يَسْرِي منه إلى جلودهم فتَقْشَعِرُّ من خشية الله.

[أنوارُ الله تعالى]:

وأَنْوَارُ الله عظيمة، احتجب منها بسبعين حجابًا (٥)، وبرز (٦) منها للخلق بجُمَلٍ؛


(١) في (د): دركه.
(٢) في (ك) و (ب): يظهر.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): كافرًا.
(٤) في (ك) و (د) و (ب): على مراتبه، وضبَّب عليها في (ص)، والمثبت من طرته.
(٥) ينظر: الأمد الأقصى بتحقيقنا: (١/ ٢٤١ - ٢٤٢)، وقال ابن العربي في شرح حديث السبحات: "هذا الحديث وإن كان لا أصل له عن النبي في الصحة فإنَّ له معنى بَيِّنًا في ألفاظه".
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): نور.