للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التَّعْرِيضُ بالمعاريض:

أَمَا إِنَّه قد رُخِّصَ فيه في مواطن ثلاثة أجمعت عليه (١) الأمة؛ الإصلاح بين الناس، ووَعْدُ الرجل أهله، والحرب (٢).

فأمَّا الإصلاح بين الناس فلمَا يُرْجَى من إطفاء النائرة بين الرجلين أو الفريقين، ولكن بالمعاريض، مثل أن يقول له: رأيته يدعو لك؛ إن جرى في كلمته دعاء له، وإن لم يسمع، فإن صلَّى معه فقد دعا للمسلمين في صلاته، فيقول (٣) له: قد دعا لك، وينوي بقلبه ما كان من دعائه في صلاته للمسلمين الذي هو أحدهم، أو إذا سمعه يذكره بكلمة حسنة قالها وحدها، ويجتنب التصريح بالكذب وإن لم يقصده بقلبه، وهي مسألة عظيمة من الفقه، بيَّنَّاها في "كُتُبِ الخلاف" في طلاق المُكْرَهِ، وصنَّف فيها علماءُ اللغة كُتُبًا.

وقد كان النبي : "نمشي إلى جهة كذا" (٤)؛ وهي المشرق، فإذا خرج ومشى إلى تلك الجهة لَيْلَةً عرَّج إلى المغرب، حتى يتحقَّق قَوْلُه وفِعْلُه.

وإذا ابتاع لزوجه ثوبًا بأربعة يقول: أخذته لك بخمسة، يعني: أخذته بكَفِّي، أو يقول: اشتريته بخمسة، يعني: بخمسة أجزاء أصلُها أربعة، بأن


(١) في (ص): عليها.
(٢) ينظر: قانون التأويل: (ص ٣٨٤).
(٣) بعده في (ك) و (ص) و (ب): ذلك، وضرب عليها في (د).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن كعب بن مالك : كتاب الجهاد والسير، باب من أراد غزوة فورى بغيرها، رقم: (٢٩٤٧ - طوق).