قال الغماري:"هذا المنافق الفاجر الكذَّاب؛ الذي جرَّب عليه الكذب أهلُ عصره، كما ذكره القاضي عياض ﵀ في معجمه، ومن سابر كتبه وقرأ ما يحكيه من النوادر والأقوال عن العلماء تحقَّق كذبه وتلبيسه؛ كما هو شأن كل مبتدع ضال ومنافق فاجر؛ إذ لا يجد المبتدع ما يُرَوِّجُ به بدعته ويؤيد به ضلاله ونحلته؛ لولا الكذب والتدليس والتحريف لمعاني الأصول، والتزوير فيها والتلبيس، وقد جمعنا من أكاذيبه وأخطائه الفاحشة لا سيما في كتابه سراج المريدين المذكور؛ ما يعلم منه أنه أسقط الناس رأيًا، وأسخفهم عقلًا، وأجهلهم جهلًا، لا سيما بالحديث والآثار، ولو كان ذلك حاضرًا لذكرنا منه ما يتعجب من سماعه السَّامعون، ويسخر منه السَّاخرون، ولكننا كما عرَّفناك في حالة غربة واعتقال، ونطلب الله أن يمنَّ علينا بجمع الباقي من أخطائه، وتدوين ذلك ونشره، حتى يُعلم من هو ابن العربي؛ الجاهل، الأحمق، المبتد، الناصبي، الخبيث، وما هو علمه، وعقله، ودينه، أمانته"(١).
[عاصمة: في تبرئة الإمام ابن العربي من الكذب]
قلتُ: وقول الغماري هذا من أنواع الجراءة التي أوتيها؛ بالتطاول على العلماء وحفاظ الإسلام، فنبز الإمام الحافظ أبا بكر بن العربي بالكذب، وعوَّل على قول القاضي عياض الذي لا يُفهم منه ما أراده، مع أن عياضًا لم يقل ما نسبه إليه الغماري.