للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أحمد بن حنبل عنه : "حَدِّثُوا عن بني إسرائيل،. فإنه كانت فيهم الأعاجيب" (١).

وينبغي للمُحَدِّثِ عنهم أن لا يسترسل في حديثه على ما لا يجوز، أو ما يُكَذِّبُه الشرع عندنا، وقد بيَّنَّاه في "شرح الحديث" (٢).

[زُهْدُ سليمان ]:

وقد كان سليمانُ مع هذا المُلْكِ العظيم من الزُّهَّادِ؛ فإن الزهد ليس بفراغ اليد من الدنيا، إنما هو باعتقاد احتقارها وملازمة هوانها، وإن كانت بحُكْمِك فيها.

ولقد رُوي عنه: "أنه كان يأكل خُبْزَ الشعير".

وقال من حديث ابن حنبل عن مالك، قال: قال سليمان بن داود: "جَرَّبْنَا العيش (٣) لَيِّنَهَ وشديدَه، فوجدناه يكفي منه أدناه" (٤).


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة : برقم: (١١٠٩٢ - شعيب)، ولفظه: "تحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج؛ فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه".
(٢) يقصد به كتابه الكبير في شرح البخاري ومسلم، وهو "كتاب النيِّرين"، رواه عنه ابن عُبَيد الله الحَجْري، وهو في قريب من خمسة آلاف ورقة، ينظر: جُزَيْء من فهرسة الحجري: (ص ١٢٧).
(٣) في طرة بـ (س): في خـ: الشعير.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في الزهد من طريق الأعمش عن خَيْثَمة قال: قال سليمان بن داود، ولم أقف عليه من طريق مالك: (ص ٥١)، وهذا الحديث من الإسرائليات، وهو في الزهد لهنَّاد بن السَّرِيِّ: برقم (٥٦٢).