للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استغفارُ داود ]:

وكذلك داود؛ استغفر ربه من ذنبه، وما كان ذنبه إلَّا أمرًا جائزًا، لم يكن مكروهًا ولا حرامًا، كما أخبر الله عنه بقوله: ﴿أَكْفِلْنِيهَا﴾ [ص: ٢٢]، وليس على الرجل حرج في أن يقول لصاحبه: "طَلِّقْ لي زوجتك (١) "، بل هذا من تمام المودة، ومن حكم التبسط في المحبة (٢).

فإن قيل: فكيف (٣) قال: ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾؟

قلنا: المعنى: وعزَّني بمنزلته؛ فإنه رأى أنه نبي وكريم، وذو حق مَرْعِي، وصاحب ووَلِي، فأمضى (٤) ذلك كله قضاء الحاجة.

[الأميرُ سَيْرُ بن أبي بكر]:

وقد أمليتُ عليكم أنه كان عندنا أَمِيرٌ أعجمي (٥)؛ فقلت له: اطلب لي من فلان حاجة، فقال: أَمَا علمت أن طلب السلطان للحاجة غصب، فقلت: إذا كان ظالمًا، فأمَّا إذا كان عدلًا مأمون الجانب فهي صلة، فعَجِبَ من هذا


(١) في (ك): زوجك.
(٢) ينظر: أحكام القرآن: (٤/ ١٦٣٦).
(٣) في (ص) و (ك): وكيف.
(٤) في (ك) و (ص): فاقتضى.
(٥) الأمير الأَجَلُّ، والمجاهد الكريم، سيْر بن أبي بكر، أبو محمد اللَّمتوني، قدَّمه أمير المسلمين يوسف بن تاشفين على بلاد الأندلس، وبه استنزل ملوكها واستذلَّهم، وكان دخوله إشبيلية فاتحًا عام ٤٨٤ هـ، وكانت له محاسن جمة، مع العدل والقسط والنجدة، توفي عام ٥٠٧ هـ، أخبارُه في: البيان المغرب لابن عذاري: (٤/ ٥٦ - ٥٧)، والوافي بالوفيات: (٢٩/ ٧٧).