للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاسمُ الأوَّل: العَالِمُ

قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي : هذا أوَّلُ أسمائه وأَوْلَاهَا به، فإن الله خَلَقَه حَيًّا مُدْرِكًا، وأخرجه من بَطْنِ أُمِّه كما قال: "لا يعلم شيئًا"، ثم علَّمه ما لم يكن يعلم، وكان فضلُ الله عليه عظيمًا.

وقد أرادت المُلْحِدَةُ أن تجعل العِلْمَ معنًى مجهولًا أو خَفِيًّا، فسَأَلَتْ عنه سؤال الباحث عن حقيقته ليُغْمِضُوه، حتى إذا شكَّكُوا الخَلْقَ في العِلْمِ لم يَبْقَ لهم بعده ما يتعلُّقون به ولا ينظرون فيه، وسَاوَرَتْهُم (١) على ذلك القَدَرِيَّةُ لموافقتهم لهم في قَصْدِ إضلال الخَلْقِ والتَّلْبِيسِ على العباد، وساعدتهم طائفةُ علمائنا المتكلمين (٢)؛ على المجادلة في ذلك والتَّبْيِينِ له، فأدخلُوا الاسم في سُوقِ الخلاف، ومن أين يزول الإشكال إذا (٣) زَهَقُوا به عن درجات البيان (٤)؟

ولئن احتاج العِلْمُ إلى بَيَانٍ ودَلِيلٍ، وتطرَّقت إليه أَسْوِلَةٌ تَقْتَضِي أَجْوِبَةً؛ ليَذْهَبَنَّ الحقٌّ، وليُعْدَمَنَّ البيانُ، فلا تلتفتوا إلى


(١) في (د): ساوتهم.
(٢) في (ص): المتكلمون.
(٣) قوله: "المتكلمين على المجادلة في ذلك والتبيين له، فأدخلوا الاسم في سوق الخلاف، ومن أين يزول الإشكال إذا" سقط من (د).
(٤) ينظر: العواصم من القواصم: (ص ٢٩)، والأوسط لأبي المظفر: (١/ق ١٦/أ).