للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حاله، فقال له (١): "ممَّ تبكي؟ قال: لأني أراك على هذه الحال العظيمة، قال: لا تبك، فإنَّ أحبَّه إلى الله أحبُّه إليَّ، ثم قال: أُحَدِّثُكَ حديثًا لعل الله ينفعك به، واكتم عليَّ حتى أموت، إنَّ الملائكة تزورني فآنسُ بهم (٢) وتُسَلِّم عليَّ" (٣).

قال في رواية: "ثم اكتوى فلم تُسَلِّمْ عليه"، وقال في رواية (٤): "اكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن، قال: ثم تركتُ الكيَّ فرجع السَّلام" (٥)، يعني: تِيبَ عليه منه.

[هل يناقضُ الدعاء بإزالة البلاء الرضى بالقضاء؟]

فإن قيل: فهل يناقضُ الدعاءُ في إزالة البلاء الرِّضى بالقضاء؟

قلنا: نعم، يناقضه؛ ولكنه جائز، فإن كان راضيًا فليصبر عليه ولا يسأل كَشْفَه، وإن كان لا يريده فليسأل، فإنَّ ذلك مَأذُونٌ له فيه، وهو الأرفق بالخَلْقِ، والأَلْيَقُ بهم.

وإذا فَهِمْتُمْ معنى المحبة ومتعلَّقاتها وشرف معناها وفضل خِصِّيصتها فعليكم أن تحفظوا أمرها من جميع جهاتها، وتُراعوا شروطها، وتقوموا بأسبابها، وتُراعوا بعد حصولها دوامها، فيكون بذلك وَصْفُ "الرَّعْيِ" لكم حاصلًا.


(١) سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): بها.
(٣) سَلَفَ تخريجه، وينظر: قوت القلوب: (٢/ ١٠١٨).
(٤) قوله: "في رواية" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٥) سلف تخريجه.