الحمد لله رَبِّ العالمين، وبه أستعين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد؛ قُدْوَةِ المُستبصِرين، وعَلَمِ المُشَمِّرِين، وسِرَاجِ السَّائرين إلى رَبِّ العالمين، وعلى صَحَابَتِه وقَرَابَتِه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
وبعدُ:
ذكرتَ لنا- أعلى الله مقامك- تَهَمُّمَكَ بكُتُبِ الإمام أبي بكر بن العربي ﵁، ومِلْتَ بنا- وقاك الله المَلَل والزَّلَل- إلى ما قَرَعَ سمعك منها، واحتفلتَ في ذِكْرِها، وأنعمتَ في وصفها، وكل الذي ذكرتَ لنا ممَّا خبرناه وأدركناه، وأيقنَّاه وفاتشناه.
غير أنك كشفتَ لنا عن طويَّة، ودَللتنا على أمر بغير مثنويَّة، ونبَّهتنا - ومثلك من نحتفي بتنبيهه- إلى عُقُودٍ نَظَمَها في أيَّامه ولياليه؛ مبتغيًا فيها إمامُنا الحافظ الدلالة على معاقد العزم، ومقاصد الفهم، فلذلك أصغينا لحَدِيثك ونَجِيِثك، وأيمُ الله؛ لقد فَأَدْتَ فؤادنا، وأصبتَ ودادنا، وعَمَّ كلامُك شَعَرَنا وبشرنا، واعتمَّ نُطْقُك بجواهر قد علاها، وبفرائد قد روَّاها، والحديث ذو شجون.
وسألتنا- أيَّدك الله بأنواره- أن نُحصي لك تواليف القاضي الإمام، ممَّا لم تره أو تسمع به، ممَّا كان له وَقْع في مجالس الدرس والعلم،