للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُزَكِّي (١): وهو الاسمُ الثاني والثمانون (٢)

وهذا هو في أشهر الأقوال تَفْسِيرُ قوله: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢]، أي: لا يُزَكِّي أَحَدٌ أَحَدا قاطعًا به، وإن كان يعلمه؛ فإن الباطن خَفِيٌّ عنه، والعاقبة محجوبة عنه، حتى قال العلماء (٣): "لا يُزَكِّي نفسه؛ فإن زكَّاها عملًا وطاعةً فلا يُزَكِّيها اعتقادًا وشهادةً، وليَكُنْ عند نفسه ناقصًا قاصرًا، مُقَصِّرًا مذنبًا".

قال شيخُنا القاضي أبو المعالي عَزِيزِي (٤) بن عبد الملك بن شِيذَلَة (٥) الصُّوفِي (٦): كان شيخُنا الدَّامَغَاني (٧) يقول في عَرَفَة إذا شاهد ذلك الجمع


(١) سقط من (ك) و (ص) و (د).
(٢) في (ك): الموفي ثمانين، وفي (ص): الثامن والسبعون، وفي (ب): السابع والسبعون.
(٣) سقطت من (ك) و (ص).
(٤) في (د): عُزَيزي، وكذلك ضبطه الزبيدي، تاج العروس: (٢٩/ ٢٢٥).
(٥) وضبطه السبكي بفتح الشين، طبقات الشافعية: (٥/ ٢٣٥)، وكذلك الزبيدي، تاج العروس: (٢٩/ ٢٥٥).
(٦) الإمام الفقيه، الأصولي المتكلم، الواعظ الصوفي، أبو المعالي شِيذَلَة، عَزيري بن عبد الملك بن منصور الجِيلي، استُقضي ببغداد، وأصله من جَيْلان، أخذ عن شيخ الشافعية أبا الطيب الطبري، وآخرين، روى عنه ابن سُكَّرَةَ، وانتفع الوعَّاظ بتصانيفه، وله كتاب في "مصارع العشاق"، توفي عام ٤٩٤ هـ ببغداد، ترجمته في: طبقات الشافعية: (٥/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، والوافي بالوفيات: (٢٠/ ٧٢)، وتاج العروس: (٢٩/ ٢٥٥).
(٧) ترجمته في: السِّيَرِ للذهبي: (١٨/ ٤٨٥ - ٤٨٧).