للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظاهر، وإنما هو معنى يضعه الله في قلوب المؤمنين، وآية في حِكْمَتِه، وسَعَةُ رحمةٍ للمؤمنين، وعِيَارٌ على لقائه يوم الدين" (١).

وفيه من رقة قلب ابن العربي، ومن جزالة لفظه؛ الشيء الكثير، وكأنه حديث عاشق محب؛ وَلَّهَهُ الحُبُّ وعذَّبه، ولوَّعه الغرامُ فما قرَّبه، وكأني به يهفو، ولا يغفو، ويرتفع، ولا يتَّضع، وظلَّ هذا حديثَه أبدًا، ونَجِيثَه سرمدًا، يرنو إليه، ويحنو عليه، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

شِعْرُه:

وفيها قصائد طوال، أنشأها ابنُ العربي من حُرِّ كلامه، ورقيق لفظه، في تبتله وابتهاله، وشكواه وبلواه، وفيه نصيحته لإخوانه المريدين، وفيها يظهر إخلاصه، ومعاناته، وحَرِيٌّ بها أن تجمع وتضم لأخواتها التي صدرتْ عنه، وله في كل كتاب من كُتُبِه جملة طيبة مباركة، فتُفِيدُ من أراد أن يجمع شِعْرَه ويُخْرِجَه في ديوان من صَنْعَتِه.

فوائدُ رحلته:

وجلب في رحلته هاته نخبةً من الكتب التي لم يتقدَّمه إليها أحد من أهل بلده، ومعها غيرها ممَّا حصَّله في غربته، وسمعه في انتوائه، وفيها كُتُبٌ لم يظهر لها خبر إلى يوم الناس هذا، وعَقَدَ في "سِرَاجِهِ" (٢) هذا فَصْلًا لها، وقد عرَّفنا بها وبندرتها وعِزَّتِها في تعليقاتنا عليها.


(١) سراج المريدين: (١/ ٦١ - ٦٢).
(٢) سراج المريدين: (٤/ ٣٩٩ - ٤١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>