للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ: يا رسول الله، من خَيْرُ الناس فيها؟ قال: رَجُلٌ في ماشيته يؤدي حقَّها ويعبدُ ربَّه، ورَجُلٌ آخِذٌ بعِنان فَرَسِه يُخِيفُ العدوَّ ويُخيفونه" (١).

[تفسيرُ الخير الذي ورد في النصوص المتقدمة]:

فأمَّا قوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠]؛ ففي البخاري عن أبي حازم عن أبي هريرة في قوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، قال: "خير الناس للناس؛ يأتون بهم في السَّلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام" (٢).

وهذه إشارة إلى ما مَنَّ الله به من إحلال الغنائم لنا، فيأتي بالأَسْرَى في رِقِّ ورِفْقٍ، حتى يحملهم ذلك على الإيمان، وكم من مُسْلِم حَنِيِفِيٍّ عَالَمٌ لا يُحْصَى لهم عَدَدٌ كان في الدين بهذه الحالة، ومَن كان قَبْلَنا إنَّما كان القَتْلُ مَحْضًا.

وأمَّا قوله: "كاد الخَيِّرَانِ أن (٣) يهلكا (٤) يعني: أبا بكر وعمر؛ فإن الهلاك لا يليق بهما ولا يُنسب إليهما، وإنَّما عنى القائل لذلك - ابنُ أبي مُلَيكة - نزولهما عن مرتبتهما التي أنزلهما فيه رسول الله ويسَّرها الله لهما؛ من قوة الإيمان، ولزوم الاستقامة، والمحافظة على الحدود، والعمل بعَلِيِّ


(١) أخرجه الترمذي في جامعه: أبواب الفتن عن رسول الله ، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة؟ رقم: (٢١٧٧ - بشار)، ضعَّفه أبو عيسى.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب التفسير، سورة آل عمران، رقم: (٤٥٥٧ - طوق).
(٣) سقط من (ك) و (ص).
(٤) في (ك) و (د): يهلكان.