للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عبد الله بن عمرو (١) يبكي وهو ساجد في الحِجْرِ، فمرَّ به رجل (٢)، فقال له (٣): "أَتَعْجَبُ (٤) مني أن أبكي من خشية الله؟ وهذا القمر يبكي من خشية الله (٥)، ونظر إلى القمر وقد شَفَّ إلى (٦) أن يغيب" (٧).

وكانت أمُّ يعلى بن (٨) عطاء تصنع لعبد الله بن عمرو (٩) الكُحْلَ، وكان يُكثر من البكاء ويُغلق عليه بابَه حتى رَسَعَتْ (١٠) عيناه (١١).

وقد جَمَعَه ابنُ أبي الدُّنْيَا فأَحْسَنَ فيه (١٢)؛ لولا صِغَرُ حَجْمِه (١٣).

[[شكوى ابن العربي من أحوال زمانه]]

وقد عَظُمَ الخَطْبُ في هذا الزمان حتى لا يَدْرِي العَبْدُ على أي شيء يَبْكِي، أعلى فوات دنياه؟ أم على ذهاب دينه؟ أم على (١٤) إخوانه في


(١) في (س) و (ز): عمر.
(٢) قوله: "في الحجر، فمرَّ به رجل" سقط من (س) و (ص) و (ز).
(٣) سقطت من (س) و (ص) و (ز).
(٤) في (س) و (ص): العجب.
(٥) قوله: "من خشية الله" سقط من (د).
(٦) سقط من (س) و (د) و (ص) و (ز)، والمثبت من (ل).
(٧) أخرجه ابو المبارك في الزهد عن ابن أبي مُلَيكة: (٢/ ٨٦٠)، رقم: (١١٤٥).
(٨) في (ص): بنت.
(٩) في (س) و (ز): عمر.
(١٠) في (ز): تصدَّعت، وفي (د): رَسَّعَتْ، وفي (ص): وسعت، ورَسَعَتْ عيناه: التصقت أجفانها، تاج العروس: (٢١/ ٨٨).
(١١) أخرجه أبو نعيم في الحلية: (١/ ٢٩٠).
(١٢) قوله: "فأحسن فيه" سقط من (س).
(١٣) يقصد "كتاب الرقة والبكاء"، وهو منشور في مجلَّدة لطيفة.
(١٤) سقطت من (س) و (ص) و (ز).