للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التؤدة: وهو الاسم المُوَفِّي تِسْعِينَ]

وأمَّا التُّؤدَةُ؛ فهي الرِّفْقُ والتَّأَنِّي، يقال: اتَّئِدْ، أي: ارفق.

وفي حديث عمر حيث اجتمع إليه العبَّاس وعلي وعثمان وعبد الرحمن بمحضر الصحابة في بيان تَرِكَةِ النبي، أنه قال لهم: "تَئِدَكُمْ" (١)، أي: ارفُقوا رِفْقَكم، والزمُوا (٢) سُكُونَكم وتَأَنِّيكُمْ، حتى أذكر ما عندي لكم، حسب المعلوم منكم واللَّائق بكم، وهو الأَنَاةُ بعينه.

ومن كلام سعد بن أبي وقاص - وربَّما أُسْنِدَ، ولم يصحَّ -: "الأَنَاةُ في كل شيء خَيْرٌ، إلَّا في أمر الآخرة" (٣)، وهو كلام صحيح.

ولمَّا تداخلت هذه الألفاظ وارتبط بعضُها ببعض ورجعت كلها إلى الصفات المحمودة؛ جَمَعَها من جمعها، وأفردها من أفردها، وبعضُها قَرِيبٌ (٤) من بعض كما سُقْنَاهُ عنهم، وكان ذِكْرُهم لذلك بحسب الحاجة إلى


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب فرض الخمس، باب فرض الخمس، رقم: (٣٠٩٤ - طوق).
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): أو الزموا.
(٣) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الأدب، باب في الرفق، رقم: (٤٨١٠ - شعيب)، ولم يذكر فيه سعدًا، وأرسله عن الأعمش.
(٤) سقطت من (ك) و (ص) و (ب)، وهي في طرة بـ (د) غير واضحة، وإنَّما اجتهدت في قراءتها، والله أعلم.