للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يكون حاملًا له على رأسه ومَنْكِبَيْهِ، أو على منكبيه خاصَّة، سَادِلًا له على ظهره وذراعيه.

وسُنَّةُ لباسه التأبُّطُ، فقد رُوي في بعض الطرق: "أنها كانت رِدْءَةَ رسول الله"، وهو رِدْءَةُ العرب إلى اليوم، فكان هذا من مَالِكٍ إشارة إلى أنه بجوز أن يحمل الرداء في الصلاة على غير السُّنَّةِ والهيئة (١) التي يُحمل عليها في خارجها ويُتَجَمَّلُ بها في حَمْلِه.

[نَقْدُ المَسَائِلِيِّينَ في قولهم بسُنِّيَّةِ السَّدْلِ في الصَّلَاةِ]:

وخَفِيَ هذا كلُّه على قوم - يَسْتَقْرُونَ المسائل الفقهية، يُرَى (٢) أحدُهم حاملًا لردائه على هيئة الارتداء والتشمير، حتى إذا صلى سَدَلَهُ ضرورة.

ومَالِكٌ لم يقل: "سُنَّةُ الصلاة السَّدْلُ"، إنَّما قال: "لا بأس به"، فلِمَ جعلوه نَدْبًا؟ بل لِمَ جعلوه حالةً ملازمة؟ حتى زادوا فيه: "أن يسحبوه على الأرض سَحْبًا"، حتى زادوا فيه: "أن يُرْخُوه شِبْرًا وذراعًا"، فإذا بالرجل قد عاد امرأة؛ تُرْخِي دِرْعَها ذراعًا، وإذا بالرداء قد صار ذَيْلًا، وصار المرءُ ممَّن يمشي مُكِبًّا على وجهه؛ قد عَدَلَ عن الصراط المستقيم، ولم يركب جادَّة التعليم والتفهيم.

[تَفْسِيرُ حديث المُتَجَلْجِلِ]:

وأمَّا حديث المتجلجل فيحتمل أن يكون كافرًا، كما يأتي بيانُه، ويحتمل أن يكون مؤمنًا؛ وغُلِّظَ عليه (٣) عذابُه في الدنيا، وسَتُدْرِكُه - إن شاء الله - شفاعة الأخرى.


(١) في (د): ولباسه.
(٢) في (ص) و (ب): تَرى.
(٣) سقط من (ك) و (ص) و (ب).