للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظاهرًا، وتعيَّن التبرِّي منه باطنًا، ووجب الدعاء له، ولم يَحِلَّ الطَّعْنُ عليه ولا الخروج، بل يصبرُ الخَلْقُ على ما أصابهم منه، والله يفتح له ولهم.

الرابع (١): ومنها: التَّكَبُّرُ على المتعلم، فلا ينبغي للعالم أن يستحقره بجهله.

[الخامس]: ولا ينبغي للمتعلم أن يَتَّكَبَّرَ على مُعَلِّمِه، وأعني به على العالم، تَعَلَّمَ منه أو لم يتعلم؛ لأن الله قد ردَّه إليه فقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣]، وأَمَرَهُ بالاقتداء به، فكيف يصحُّ أن يتعاظم عليه؟

[تَتِمَّةُ أحكام الأخوَّة]:

الثالث (٢) عشر من أحكام الأخوة: أن يَفْدِيَه، وذلك يكون بالنفس والأهل والمال؛

فأمَّا (٣) فداؤه بالنفس فليس لأحد إلَّا للنبي (٤)، حسب ما تقدَّم بيانُه؛ إذ لا يصح الإيمان ولا يُجْزِئ أحدًا إلا بأن يُحِبَّ النبيَّ أكثر من نفسه.

وأمَّا التَّفْدِيَةُ بالأهل فإنَّما يَصحُّ إذا كان منهم أَحَدٌ كافرًا، وقال النبي لبعض أصحابه: "فِدًى لك أبي وأمي" (٥)، قال علماؤنا: "لأنهما كانا كافرين" (٦).


(١) سقط من (ك) و (ص) و (د).
(٢) في (ك) و (ص): الثاني، ومرَّضها في (د).
(٣) في (ك): وأما.
(٤) في (ك): صلى الله عليه.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه عن علي : كتاب الأدب، باب قول الرجل: فداك أبي وأمي، رقم: (٦١٨٤ - طوق).
(٦) ينظر: العارضة: (٤/ ٣٦٦)، والمسالك: (٣/ ٥٦٧).