للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحبارُ بالحقيقة هم علماء المسلمين]:

قال الإمام الحافظ (١) : وهذه الصفة وإن كانوا قد سَمَوا بها؛ فقد أَخَذَتْها بفَضْلِ الله من أيديهم هذه الأُمَّةُ، فنحن الأحبارُ حقيقةً؛ فإنَّا بتوفيق الله لنا ونِعْمَتِه علينا رَبَّيْنا هذا الدِّينَ وحفظناه، وحسَّنَّاه وبيَّنَّاه، وفرَّعناه ورتَّبنا قوانينه؛ خَلَفًا عن سَلَفٍ، واسْتَثَرْنَا من علوم كتابنا، واستَنْجَثْنَا (٢) من حديث رسولنا، واستنبطنا من قواعد شريعتنا، وفرَّعنا من أصولنا (٣)؛ ما ملأ الأرض بهجة، وشهد لنا بذلك أصدق الخلق لهجة، إذ قال: "لا تزال طائفة من أمتي منصورة ظاهرة على من خالفهم حتى يأتي أمر الله"، وأهلُ الكتاب قد (٤) ذهب من أيديهم دِينُهم، واسْتُحفظوه فلم يحفظوه، فلا عِلْمَ عندهم، ولا دِينَ لديهم، ولا حُكْمَ لهم، ولا قَانُونَ عندهم، بل ضَلُّوا حيارى، وأقاموا سُكارى، لا يهدون ولا يعدلون، ولم يدخلوا في قوله: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾، [الأعراف: ١٥٩]، على أنَّه خُصُوصٌ كان فيهم (٥)، وأُوتِينَاهُ نحن عُمُومًا يبقى إلى يوم القيامة (٦).


(١) في (ك) و (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي، وفي (ب): قال الإمام أبو بكر بن العربي.
(٢) في (ك): استنحثنا، وفي (د): استجثنا، والاستنجاث: الاستخراج، تاج العروس: (٥/ ٣٧١).
(٣) في (ك) و (ص): أصولها.
(٤) سقط من (ك) و (ص).
(٥) سقطت من (ك) و (ب) و (ص).
(٦) سقطت من (د).