للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النافرون الرحَّالون من المغاربة]:

والنَّافِرُونَ الرَّحَّالُونَ (١) المُنْذِرُونَ المُبَلِّغُونَ كثير، وقد رتَّبهم علماء الحديث، وممَّن كان بهذه الصفة في المغرب جماعةٌ نحو المائة، من أَجَلِّهم بَقِيّ بن مَخْلَدٍ (٢)، ومحمد بن وضَّاح (٣)، أدخلَا المغرب ما لم يُدْخِلْ أحدٌ (٤) قبلهما من العلم والفوائد الدينية (٥)، والفقه العظيم والمعرفة الجمَّة.

وعبدُ الملك بن حبيب (٦) أدخل من المسائل المدنيَّة ما لم يُدخله أحدٌ قبله ولا بعده، عالمٌ بها، مُتَأَصِّلٌ فيها، مُتَحَقِّقٌ بجُملتها (٧) وتفاصيلها، فَحْلٌ من فحولها، إذا تكلَّم فيها فاستمع لما يُوحَى منها، وإذا تكلَّم في الحديث أو في شيء سواها (٨) فأَعْرِضْ عنه؛ فإنه لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، على رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ، لا سهل فيُرتقى، ولا سَمِين فيُنتقى.


(١) في (خ): الراحلون.
(٢) الإمام الحافظ، العلَّامة الزاهد، شيخ الإسلام، بقي بن مخلد القرطبي، أبو عبد الرحمن، ت ٢٧٦ هـ، ترجمته في: تاريخ ابن الفرضي: (١/ ١٤٣ - ١٤٥)، وجذوة المقتبس: (ص ٢٥١ - ٢٥٤)، والعواصم: (ص ٣٦٦).
(٣) الإمام الحافظ، المحدث المسند، محمد بن وضاح بن بزيع، أبو عبد الله، ت ٢٨٦ هـ، ترجمته في: تاريخ ابن الفرضي: (٢/ ٢٥ - ٢٧)، وجذوة المقتبس: (ص ١٤٠ - ١٤١)، والعواصم: (ص ٣٦٦).
(٤) سقط من (ك) و (ص) و (ب) و (د).
(٥) سقطت من (خ).
(٦) الإمام الحافظ، الفقيه الحجة، عالم الأندلس، عبد الملك بن حبيب بن سليمان، أبو مروان السُّلَمي، ت ٢٣٨ هـ، ترجمته في: تاريخ ابن الفرضي: (١/ ٣٥٩ - ٣٦٢)، وجذوة المقتبس: (ص ٤٠٧ - ٤٠٨).
(٧) في (ك) و (ص) و (ب) و (خ): بجملها.
(٨) في (خ): سواه.