للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية قبض الروح (١)]:

وورد في كيفية قبض الروح ثلاث آيات:

قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ [الزمر: ٣٩].

وقال في آية ثانية: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ [السجدة: ١١].

وقال في آية ثالثة: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ﴾ [الأنعام: ٩٤].

فقال علماؤنا - رحمة الله عليهم -: إنها ثلاثة أقوال لثلاثة معان:

أمَّا إضافة الوفاة إلى الله تعالى فهي الحقيقة؛ لأنه الفاعل على الإطلاق للموت، وللمُتَوَلِّي للموت (٢)؛ كان مَلَكًا واحدًا أو ألف (٣) مَلَكٍ، لأنه خالق الأعيان والأفعال لا خالق سواه، والكلُّ مَحَلٌّ لفِعْلِه (٤).

وأمَّا إضافةُ (٥) الموت إلى مَلَكِ الموت لأنه الأمير المقدَّم على جميع الملائكة، والكُلُّ تحت يده، يتناولون ذلك بأمره في كل شخص وموطن، على سبيل العرب في إضافتها الفِعْلَ إلى الآمِرِ.


(١) ينظر: المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٣٧٧).
(٢) سقطت من (س).
(٣) في (ص): ألفًا.
(٤) ينظر: المقدمات الممهدات لابن رشد الكبير: (١/ ٢٢٧).
(٥) في (ص): وأضاف.