للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لا يجوز على الله، ولا يصح في دين الله، كقولهم: "إن الله كلَّم موسى بكل لسان، وأنه كلَّمه بالبربرية، وسمَّى له نفسه بها" (١)، وهذا كذب بواح (٢)، وكُفر صُراح، الباري كلَّم موسى دون واسطة، وليس لكلامه كيفية؛ لا عربية، ولا عجمية، ولا مِثْلَ لذاته، ولا لصفاته، ولا لكلامه، فكَفروا من حيث لا يشعرون، وباؤوا بغضب على غضب من حيث لا يعلمون.

أمَّا ربنا فأَسْمَعَ موسى كلامه الذي ليس له كيفية، على الوجه الذي بيَّنَّاه في "كتب الأصول" (٣).

وأمَّا ما أَنْزَلَ عليه وكَتبه له من التوراة وفي الألواح من قولهم: "يوشاف" (٤)؛ فإنما كتبه له (٥) بالعبرانية؛ "هبرثى أُوثُوا هِفرْيَثى أوثوا هُوَّذْ لِأَذُو نَاْي"، وشِبهه من قولهم: "يوشاف أَذُونَايْ يَانَ أَحَارْ"، فيما ذَكَرَ له من الفضلاء، وسمَّى (٦) له من الأنبياء.

[جوازُ التكلم بغير اللسان العربي]:

وقد تكلَّم النبي بالعبرانية فقال (٧): "بَالَام (٨) "، وتكلَّم بالفارسية فقال


(١) تفسير الطبري: (٩/ ٤٠٦ - شاكر).
(٢) في (د): براح.
(٣) المتوسط في الاعتقاد -بتحقيقنا-: (ص ٢١٨ - ٢٢١).
(٤) قوله: "من قولهم: يوشاف" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٥) سقط من (د).
(٦) في (د): قد سمى.
(٧) في (ك): وقال.
(٨) في (ك): يالاو، وفي (ب): يَالَا.