للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[يوم السؤال وهو الاسم الثاني والعشرون]

وهو: عبارةٌ عن الاستفهام عَمَّا عند المُسْتَفْهَمِ منه فيما يُسْتَفْهَمُ فيه (١).

وحُكْمُه في الأصل أن يكون مع جهل السائل، وذلك مُحال على الله، وقد يُسأل عن الشيء مع عِلْمِه به على معنى التقرير فيه، وذلك واجبٌ لله؛ لأنه العليم الذي لا يخفى عليه شيءٌ، ولا يعزب عن علمه شيء.

والباري تعالى يسألُ الخَلْقَ في الدنيا والآخرة تقريرًا لإقامة الحجة وإظهار الحكمة، قال الله تعالى: ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ﴾ [البقرة: ٢١١]، ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ [الأعراف: ١٦٣]، ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا﴾ [الزخرف: ٤٤]، وأمثاله كثيرة (٢)، وقد بيَّنَّاه في "مُشْكِلِ الحديث".

وقال تعالى: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٨].

وقال: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: ٩٢].

وقال : "لن تزول قَدَمَا ابن آدم عن الصراط حتى يُسأل عن عُمُرِه فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عَمِلَ فيما عَلِمَ" (٣).


(١) أفاد من هذا الفصل أبو عبد الله القرطبي في تذكرته: (٢/ ٥٦٤).
(٢) في (ص): كثير.
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي برزة الأسلمي : أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ، بابٌ في القيامة، رقم. (٢٤١٧ - بشار).