للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتتداخل عنده الأسماء والصفات، وقد يذكر الاسم ويقصد به الصفة، أو يخبر بالصفة ونظره إلى الاسم.

وكانت عدة الأسماء والصفات مائة وخمسة وعشرين اسمًا وصفة، وراعى في نَظْمِها المناسبة والمشاكلة والملاءمة بينها، وتداخل بعضها مع بعض، وقد يذكر الاسم وتبقى منه بقية يذكرها في موضع آخر استقلالًا، أو يذكره ضمن متعلقات اسم آخر.

ولم يسلك ابنُ العربي ما سلكه الصوفية في مصنفاتهم؛ من ترتيب كتبهم على المقامات، وإنما اختار أن يرتب كتابه على الأسماء والصفات؛ لما قدَّمنا، ولأن المعرفة عنده معرفتان؛ معرفة الخالق، ومعرفة النفس، وصنَّف في معرفة الخالق كتاب "الأمد الأقصى"، وفي معرفة النفس هذا "السراج"، وهو أيضًا: "معاني أسماء المؤمن".

نَمَطُ التَّرْتِيبِ ومَحَجَّةُ التَّأْلِيفِ:

وترتيبُه أشبه شيء بنظام الدوائر؛ وتتداخل هذه الدوائر وتتقاطع، ونظرُه إلى الأسماء نَظَر إلى مجموعتها وحقلها الدلالي، وكل مجموعة لها ما يربطها مع الأخرى، وبعض ما في هذه المجموعات يُكَمِّلُ ما في الأخرى، وقد يكون هناك بعض تعلق يُكَمَّلُ ويُتَمَّمُ في مجموعة أخرى دون المجموعة الأصلية، ومنه يستفاد ترابط الأسماء؛ أولها بآخرها.

وللنظر في هذا الترتيب والفهم لهذا النظم أذكر جملة من المباحث تتعلق بهذا الذي قصدتُ إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>