للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مدينة نابلس]

قال ابنُ العربي: "فسألتُ قاضيها ابن خالد ورئيسها ابن مزهر عن معنى تسميتها "نَابُلس فقالوا لنا بأجمعهم: إن هذا الوادي كانت به حيَّة يقال لها: "لُس"، وكان قد حَمَتْ غِياضه وحرَّمت مياهه، حتى قُتلت بحكاية طويلة، ثم عُلِّقَ نابُها لعِظَمِه على باب المدينة، آية وعبرة، فقال الناس: "نَابُ لُسَّ"، وكتبوها مُتَّصِلَةً لكثرة الاستعمال" (١).

عِفَّةُ نساء نابلس:

قال القاضي أبو بكر: "وهي بلدة مشحونة بالزهَّاد والعلماء والأخيار، وما رأيتُ أعفَّ من نسائها، ولا حَيَاءَ مُخَدَّرَةٍ؛ تمشي عمرك في الطريق لا يقع عينك فيها على امرأة إلَّا يوم الجمعة؛ فإن النساء في المسجد أكثر من الرجال، فإذا صلَّين ركعتين رجعن، فلا تقع عَيْنٌ على امرأة إلى الجمعة الأخرى" (٢).

العالمةُ الشيرازية:

قال القاضي أبو بكر: "لقد كان في بيت المقدس نِسْوَةٌ يُفْخَرُ بهم على الأزمنة؛ يَلْتَفِفْنَ على العالمية الشيرازية؛ فقيهة واعظة، مُتَعَبِّدَةٌ مُتَبَتِّلَةٌ، فلمَّا دخل الروم بيت المقدس يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت لشعبان من سنة ثنتين وتسعين وأربع مائة لجأت بهم أجمعين إلى المسجد الأقصى، وجلسوا في قُبَّةِ السِّلْسِلَةِ التي كان يحكم بها داود وفيها، فلمَّا غشيتهم


(١) سراج المريدين: (٤/ ٣١٩).
(٢) سراج المريدين: (٤/ ٣١٩ - ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>