للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباجي فليس هو من هذا القبيل، بل هو وإن نَصَّ في كتبه ورسالته في الأصول على تحريم التقليد؛ فإنه يبدي من التعصب لإمامه، بل من التلاعب بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتحويلها إلى موافقة هواه؛ ما أسقطه عن مَصَافِّ العلماء العاملين" (١).

هذا منتهى علم الغماري، الطعن في الأئمة، والحُكْمُ عليهم بما يوافق هواه، وتجريدهم من كل فضيلة، لتسلم له فتنته ونحلته، فيا لله ويا للمسلمين من هذه الرديَّة الرزيَّة.

الثالث: ما ذكره هنا عن ابن العربي نَقَضَهُ في موضع آخر، فقال: "وابنُ العربي أسعد منه - أي: من الباجي - بموافقة الحق والعمل بالدليل والرد على المذهب؛ إذا كان فيه ما يخالف الدليل" (٢).

وظهر بكلامه هذا أنه يتصيَّد لينفث سمومه وأحقاده على الإمام أبي بكر، وليس غرضه من الكلام إثباتُ حق أو إبطالُ باطل، ونعوذ بالله من الهوى والخذلان.

الموطنُ السَّابع عشر:

قال الغماري: "قول ابن العربي في الاسم السبعين من السراج: وقد رُوِيَ أن رجلًا جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله؛ إن امرأتي لا ترد يد لامس، فقال له: طلقها، قال: إني أحبها، قال: استمتع بها، وتأوَّله قوم، والحديثُ ضعيف لا أصل له، فلا تشتغلوا به.


(١) الإقليد: (ص ٢١٢).
(٢) الإقليد: (ص ٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>