للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أحمد بن حنبل عن ابن مسعود قال: "نام رسول الله على حصير أثَّر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، ألا آذَنْتَنَا فنبسط تحتك أَلْيَنَ منه؟ فقال (١): مالي وللدنيا، إنما مَثَلِي ومثل الدنيا كراكب سار في يوم صائف، فقَالَ تحت شجرة ثم راح وتركها" (٢).

وكان على ذلك جماعةٌ من الصحابة والتابعين والسَّلَفِ الصالحين، وكان منهم من توَّسع في الجائز.

[اتخاذُ الصوفية المُرَقَّعَةَ شعارًا]:

واتخذت الصُّوفِيَّةُ المُرَقَّعَةَ شِعَارًا (٣)، وتَفَتَّتْ (٤) فيها وتَفَنَّنَتْ (٥)، وجعلوه زِيًّا وبِزَّةً، حتى صارت علامة وولاية، لا يكسوها إلا شيخهم؛ بعد أن يتحقَّق في المَكْسُوِّ وَصْفُ صفاء الإرادة فيتميز حينئذ بها، ويتخصَّص في سُكْنَى الرباط معها لأخذ الأوقاف، وغير ذلك من الفوائد.


(١) في (د): قال.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود : (٦/ ٢٤٢)، رقم: (٦٧٠٩ - شعيب).
(٣) قال الإمام في العارضة - في لبس الصوف -: "حتى اتخذته الصوفية شعارًا، وجعلته في الجديد، وأنشأته مُرَقَّعًا من أصله، وهذا ليس بسنة، بل هو بدعة عظيمة، وداخل في باب الرياء"، (٧/ ٣٤٩)، وينظر: الإحياء لأبي حامد: (ص ١٣٢٣).
(٤) لعلها من الفتوة.
(٥) في (د): تفنت.